كلمة معالي وزير التربية والتعليم بمناسبة يوم المعلم العربي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى :

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5}

أعزائي المعلمين، أعزائي الطلبة، الأخوة والأخوات في أسرتنا التربوية الواحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بمناسبة يوم المعلم العربي والذي يصادف هذا اليوم الخامس والعشرين من شهر شباط من كل عام، أنتهز هذه الفرصة كي أتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان إلى معلمنا الأردني بصفة خاصة والمعلم العربي بصفة عامة.

فرسالة التعليم عظيمة, والمسؤولية الملقاة على عاتق المعلمين كبيرة , فهم من يحملون الشعلة لينيروا دروب الآخرين, وهم من يفتح آفاق المستقبل أمام أبناء الأمة, ويغرسون الأمل في نفوسهم, ويرسمون البسمة على شفاههم , ونثمن لهم ضخامة الدور وجسامة المسؤولية , ونقدم لهم أجمل التهاني والتبريكات وجزيل الشكر والامتنان على جهودهم الجبارة في يومهم هذا .

ولما كان " المعلم " أبرز عناصر المنظومة التعليمية في الوطن العربي، وهو الذي يعلم النشء ويكونهم باعتبارهم الثروة البشرية المستقبلية للأمة ، كان من الضروري أن نرفع مستوى أدائه الحالي إلى المستوى الذي تحدده معايير الأداء ، كلما لزم الأمر لإعادة النظر في مهام المعلم العصري الذي أصبح أقرب إلى صفات "المربي – المخطط – المتأمل – الباحث – المفكر – المقيم – المتعلم – القائد – المرشد ".

إن الارتقاء بواقع وأوضاع المعلم العربي وتنميته إنسانياً ومهنياً، أصبح مسألة مهمة وحيوية لتطوير تعليمنا وتحقيق شروط النهضة في أوطاننا.

وفي إطار الرؤيا الشمولية لتطوير النظام التربوي الأردني، وإعادة تشكيله وفق الأولويات الوطنية، فقد حرصت قيادتنا الهاشمية بقيادة راعي المسيرة التربوية جلالة الملك المفدى الملك عبد الله الثاني على رعاية المعلمين، والإشادة بأدوارهم الفاعلة في النهوض وبناء الأردن الحديث ووضعه على خريطة العالم المتقدم، وحيث كان التركيز على النوع وليس على الكم، ومن هنا كان للتميز والإبداع مكاناً مرموقاً في سياساتنا التربوية.

وتقديراً لجهود المعلم من أجل تحسين قطاع التعليم, فقد أطلقت جلالة الملكة رانيا العبد الله جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميّز التربوي في الخامس من آذار من عام2006, لتشكل مظلة تندرج تحتها العديد من الجوائز , كان أولها جائزة الملكة رانيا للمعلم المتميز, وجلالتها تؤمن بأن التعليم أداة التمكن التي تمنحها لشبابنا، ولهذا أطلقت مبادرة (مدرستي) لتحسين البيئة التعليمية في الأردن، ليتم من خلالها تحسين أكثر من خمسمائة مدرسة في أنحاء المملكة كانت بحاجة ماسة إلى الصيانة وإعادة تأهيل البيئة التعليمية فيها.

وبفضل التوجيهات الملكية السديدة أولت وزارة التربية والتعليم المعلم جل الاهتمام وبالغ الرعاية, فهي تسعى إلى تحسين أوضاع المعلم المهنية والمعيشية وتتصدر أولوياتها العناية بالمعلم إعداداً وتأهيلاً وتدريباً, إيماناً منها بأن المعلم هو المحور الأساس في العملية التعلمية التعليمية.

وانطلاقا من حرص الوزارة وقناعتها بأهمية تفعيل دور المعلم والارتقاء بتطوير أدائه فقد اعتمدت الوزارة رزمة من المشاريع التجديدية بهدف النهوض بمستوى المعلم و تقدمه اجتماعيا واقتصاديا وذلك من خلال:

1. اعتماد نظام رتب المعلمين .

2. اعتماد سياسة التنمية المهنية والشخصية المستدامة للمعلمين.

3. رفع المستوى الأدائي للمعلم من خلال تصميم برامج التنمية المهنية النوعية للمعلمين وفقا للحاجات.

4. إلحاق المعلمين بنظام التأهيل التربوي لنيل الدرجات العلمية العليا( الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراة ).

5. إقرار علاوة التعليم بنسبة 90 % وزيادتها بواقع 10 % سنوياً لتصل إلى 100 % في بداية العام الدراسي 2012.

6. إقرار علاوة التجيير للمعلمين، واستقطابهم إلى المناطق الطاردة.

7. منح المعلمين علاوة مرتبطة بالأداء فيما يتعلق بالموظف المثالي والموظف المتميز.

8. إتاحة الفرص أمام المعلمين للإفادة من مشروع سكن كريم لعيش كريم، والإعارة الداخلية والخارجية، وقروض الإسكان والتعليم والسلف.

9. إقرار المكرمة الملكية السامية لأبناء المعلمين للدراسة في الجامعات الأردنية.

10. إقرار نظام مركز للتدريب التربوي ليتولى التنمية المهنية للمعلمين قبل وفي أثناء الخدمة.

ولما للمعلم من دور في تنمية العقول وتهذيب النفوس، وحمل رسالة تربية الأجيال وتعليمها على مر العصور, فإنه الأكثر مواكبة للثورة المعرفية والتكنولوجية ويمتلك المعلومات الثرية, والإلمام بالتخطيط بمختلف أنواعه, واختيار المصادر المناسبة للتعلم, وإدارة الصفوف ببراعة وتميز, وإجادة الاتصال والتواصل, والسعي إلى تنمية نفسه مهنيا, وامتلاك الاتجاهات الإيجابية نحو مهنته، والقدوة لتلاميذه علماً وسلوكا وثقافة, ليصبح المعلم المتميز الشامخ في عالم العلم والمعرفة, وفي مستوى المعايير الوطنية لتنمية المعلمين مهنياً.

لذلك فإن الوزارة تؤمن بأن المعلم المخطط، والميسر، والمنظّم لعملية التعلم والتعليم، يساهم في تحقيق الأهداف المرجوة من التطوير التربوي نحو اقتصاد المعرفة، ويساهم في تقدم الوطن وعزته ونمّوه وازدهاره.

وأخيراً وليس آخراً أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل معلم فيكم، ولكل مربي فاضل ولكل مدير ساهر على راحة أبنائه الطلبة موفراً لهم بيئة تعليمية آمنة ولكل عاملٍ في مجال التربية والتعليم يساهم في إرساء قواعد العلم والمعرفة ولكل رب أسرة يعمل على تنشئة الجيل الصالح لأمته ووطنه.

ولنعمل سوياً يداً بيد بقيادة راعي المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله المعظمين على بناء أردن العز والرخاء .... أردن المعرفة والإتقان ... أردن التميز والإبداع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته